من بين كل الفنون والتكنولوجيا المُنتجة من قبل الإنسان، العمارة هي الأكثر تعبيرا ووضوحا من بينهم جميعا، المنظر العمراني العام والتراث للمدينة يعكس فعلا حضارة المنطقة وهويّتها بطريقة جد جليَّة. البحث عن الحفاظ على هذا الموروث الثّقافي المعماري والحث على تعزيز جودة هذه الأماكن العمرانيّة هو أصعب عمل يواجه الشّعوب المتعدّدة الثّقافة والبيئة. العمارة العظيمة هي تلك العمارة التي تعكس هويّة المنطقة وحضارتها، هي تلك الأماكن العامّة التي يتقابل فيها الناس ويقومون بنشاطاتهم وحياتهم الاجتماعية، هي تلك الساحات العموميّة التي يقيمون بها احتفالاتهم، نقول عن مكان ما أنه نجح عمرانيا إذا تمّ فيه تواصل الناس مع بعضهم البعض في جو مناسب وسلس ليكون بذلك حاثَّا على حياة اجتماعية أرقى. هذه الدراسة تركّز على تطوير وتحسين جودة استخدام الموروث المعماري والعمراني الموجود في جنوب الجزائر الصحراوي (حالة الدراسة: مدينة أولاد جلال بمنطقة الزاب الغربي)، وذلك من خلال دراسة للنواة القديمة لمدينة أولاد جلال وتحليلها معماريّا وعمرانيّا من خلال استقراء عناصرها المكوّنة لهذه المدينة التّاريخيّة ذات الموروث الثقافي الغزير؛ ومن ثمّ الوصول إلى مقترح يلائم هذه المنظومة لينتج لدينا بالتالي مفاهيم تحافظ على الموروث الثقافي للعمارة المحلية للمنطقة من جهة ومن جهة أخرى إعطاء بُعد جديد للتصميم والمعالجة من خلال الاستعانة بالمعطيات البيئيّة والمناخية لهذه المنطقة. للوصول إلى هذا الهدف المبتغى سنقوم بوضع حلول تهيئة وتوسعة (بحي ثقافي) لهذه النواة باستخدام تصميم يراعي الهوية والموروث الثقافي وفي نفس الوقت يحترم بيئة ومناخ المنطقة ومن ثم أخذ آراء السكان وبعض المختصين من خلال تقسيم البحث إلى محورين هما: محور الهوية المعمارية والعمرانية للمدينة ومحور المناخ لهذه المنطقة. الهدف من هذا البحث والدراسة هو إظهار مختلف العوامل البيئية المؤثرة على التصميم الذي يراعي هوية وموروث المنطقة وإثبات العلاقة بين الهوية والمناخ، وللحفاظ على هذا الموروث وجب مراعاة وأخذ المعطيات البيئية المناخية في عين الاعتبار لتحسين جودة الموروث الثقافي المعماري والعمراني.
تطوير جودة التراث المعماري والعمراني من خلال ضمان التوفيقة بين الهوية والمناخ (دراسة حالة مدينة أولاد جلال بمنطقة الزاب الغربي
KAIHOUL A
2018
Abstract
من بين كل الفنون والتكنولوجيا المُنتجة من قبل الإنسان، العمارة هي الأكثر تعبيرا ووضوحا من بينهم جميعا، المنظر العمراني العام والتراث للمدينة يعكس فعلا حضارة المنطقة وهويّتها بطريقة جد جليَّة. البحث عن الحفاظ على هذا الموروث الثّقافي المعماري والحث على تعزيز جودة هذه الأماكن العمرانيّة هو أصعب عمل يواجه الشّعوب المتعدّدة الثّقافة والبيئة. العمارة العظيمة هي تلك العمارة التي تعكس هويّة المنطقة وحضارتها، هي تلك الأماكن العامّة التي يتقابل فيها الناس ويقومون بنشاطاتهم وحياتهم الاجتماعية، هي تلك الساحات العموميّة التي يقيمون بها احتفالاتهم، نقول عن مكان ما أنه نجح عمرانيا إذا تمّ فيه تواصل الناس مع بعضهم البعض في جو مناسب وسلس ليكون بذلك حاثَّا على حياة اجتماعية أرقى. هذه الدراسة تركّز على تطوير وتحسين جودة استخدام الموروث المعماري والعمراني الموجود في جنوب الجزائر الصحراوي (حالة الدراسة: مدينة أولاد جلال بمنطقة الزاب الغربي)، وذلك من خلال دراسة للنواة القديمة لمدينة أولاد جلال وتحليلها معماريّا وعمرانيّا من خلال استقراء عناصرها المكوّنة لهذه المدينة التّاريخيّة ذات الموروث الثقافي الغزير؛ ومن ثمّ الوصول إلى مقترح يلائم هذه المنظومة لينتج لدينا بالتالي مفاهيم تحافظ على الموروث الثقافي للعمارة المحلية للمنطقة من جهة ومن جهة أخرى إعطاء بُعد جديد للتصميم والمعالجة من خلال الاستعانة بالمعطيات البيئيّة والمناخية لهذه المنطقة. للوصول إلى هذا الهدف المبتغى سنقوم بوضع حلول تهيئة وتوسعة (بحي ثقافي) لهذه النواة باستخدام تصميم يراعي الهوية والموروث الثقافي وفي نفس الوقت يحترم بيئة ومناخ المنطقة ومن ثم أخذ آراء السكان وبعض المختصين من خلال تقسيم البحث إلى محورين هما: محور الهوية المعمارية والعمرانية للمدينة ومحور المناخ لهذه المنطقة. الهدف من هذا البحث والدراسة هو إظهار مختلف العوامل البيئية المؤثرة على التصميم الذي يراعي هوية وموروث المنطقة وإثبات العلاقة بين الهوية والمناخ، وللحفاظ على هذا الموروث وجب مراعاة وأخذ المعطيات البيئية المناخية في عين الاعتبار لتحسين جودة الموروث الثقافي المعماري والعمراني.I documenti in IRIS sono protetti da copyright e tutti i diritti sono riservati, salvo diversa indicazione.
